صار لي أكثر من سنة أدون يومياً وأوثق أيش بيصير في يومي Daily Journaling. أكتب لنفسي ملخص ليومي أيش صار؟ مين قابلت؟ أيش سويت؟ وغيره… العادة استمريت عليها لأكثر من سنة الآن، وتقريباً كل الأيام كنت أكتب فيها من يوم ما بدأت، أيام قليله اللي كنت أنسى أكتب فيها. بعطيك ملخص من تجربتي وايش خلاني أسوي هذا الشيء.
من فين بدأ الموضوع؟
قبل كم سنة سمعت حلقة من بودكاست فنجان مع يوسف الدويس، الحلقة كانت رهيبة مره وأنصح أي أحد يسمعها. بس بجي لنقطة معينة كان فيها محمد يتكلم عن انه سوا تجربة يدون كل يوم ايش يصير في يومه، وبعد سنة صار يلاحظ إنه في نمط، وأحداث الأيام بتتكرر في حياتيه في نفس الأوقات من السنة!
مثلاً يكون متضايق وعنده مشكله مع شخص، يرجع لسنة اللي فاتت ويلاحظ انه في نفس هذا اليوم كان بيواجه مشكلة تشبهها. أو مثلاً يجيه رزق مفاجئ ويلاحظ إنه السنة اللي راحت صار نفس الشيء! كان يوصفها إنه هذي من الاشياء أو الأنماط اللي هوا يشوفها تصير له وإنها نوع من فهم ذاته، ومو شرط تكون عند كل أحد.
القصة كانت مبهرة ليا مره، وحطيت نية إنه أبغى أجرب التدوين اليومي، الفكرة مستهويتني من فترة.
بدأت ✨
بعدها بفترة قابلت عبدالرحمن العمران وكان يحكيني عن التدوين اليومي وإنه بيسويه له فترة ويكلمني عن فوائده، حمسني زيادة وزيادة إنه أبدأ، بعدها بفترة قصيرة قررت إنه خلاص جاء الوقت أبدأ بس بقي أختار برنامج يناسبني لتدوين ويكون سهل ومريح ليا، عشان أتحمس أكمل.
فعلاً بدأت، الموضوع بسيط كل يوم في أخره ارجع اتذكر، ايش صار في اليوم، وأهم الـ highlights وأكتبها. بعض الأيام مثلاً كنت أنسى أكتب ولو صحيت وأتذكرت أقوم أكتب اللي أتذكره من اليوم اللي فات. من اللي لاحظته ما في زي لما تكتب ليلتها، اليوم اللي بعده تنسى أحداث كثيرة والمشاعر ما تكون بنفس القوة.
أيش حسيت؟
في أيام تكون الكتابة فيها مره ثقيلة وأكتب سطرين وأقفل الموضوع، وأيام استرسل واكتب بالهبل، يكون مثلاً يوم مليان أحداث ومشاعر. بس الهدف الأساسي كان اني أكتب كل يوم وما أوقف لأي سبب وأخذتها كعادة. كل السنة وأنا متحمس “يالله يالله” متى أخلص سنة من الكتابة عشان أبدأ أقرأ الايام اللي راحت من السنة اللي فاتت وأقارن.
نتائج التجربة:
اشياء استفدت منها وحسيتها بعد سنة من التدوين اليومي.
- إمتنان أكثر – استذكاري لليوم وكتابته في ملخص كان يخليني أمتن زيادة واستوعب انا ايش بسوي في يومي، واحس بتقدير لأشياء كثيرة.
- التكرار – بعد سنة بدأت أقرأ الايام الي فاتت وأقارن. مثلاً يوم 6 فبراير السنة اللي فاتت أيش كتبت، وبدأت الاحظ أحداث فعلاً بتتكرر، 1- مثلاً يوم من الأيام صاحبي جاني وقعدنا سوا وهو في مدينة ثانية في الأساس، بعد سنة اتكرر نفس الشيء!! وجاني صاحبي يزورني رغم إنه مرات قليلة في السنة يزور مدينتي. 2- أو مثلاً السنة اللي فاتت كنت بسلم مشروع كبير، الاحظ انه نفس الشيء ينعاد ثاني في نفس هذي الفترة، وبدرجة تشابه كبيرة في نوع الشغل. 3- أو مشاعر متلخبطة تتكرر ثاني في نفس الفترات. 4- برضوا مره كنت بنقع أعشاب بحرية، نفس الشيء أنعاد السنة اللي بعدها! أنا حرفياً في النادر أنقع أعشاب مرات قليلة في السنة، فإنه يتكرر ثاني في نفس اليوم شيء عجيب مره!
- مو دائماً الأحداث تتكرر. بس لاحظت إنه فعلاً في نمط معين يتكرر في الغالب. لسه متحمس أشوف أكثر الموضوع هذا في المستقبل.
- الزمن – الزمن وما أدراك ما الزمن، أمكن هذا أحلى شيء. بدأت أستوعب قد أيش الزمن يزحلق “Slippery” أيام تحسه يمشي بسرعة وأيام بشويش، أقرأ مثلاً يوم من السنة اللي فاتت وانفجع أقول معقول، معقول!! بس سنة عدت على هذا اليوم! الشعور كانه ثلاثة سنين. وأوقات ثانية العكس. الوقت يتلاشى.
- الإنجاز – أنا أكتب كثير عن شغلي وأيش شغال عليه كل يوم في الملخص. بعد سنة صرت أستوعب أنا أيش كنت شغال عليه وقد ايش قطعت شوط طويل. الشعور حلو حلو مره! ولو جاتني فترة كنت حاس إني مقصر أو مو منجز كفاية، أقوم أقرأ أيام من السنة اللي فاتت، واتحمس ثاني واستوعب أنا أيش سويت وفين كنت، وفين الآن وصلت. وبالتالي أخف على نفسي شوية.
- الاستذكار – أقدر أرجع لأيام معينة كنت مثلاً أواجه فيها صعوبات واستذكر أيش صار وكيف انحلت المشكلة اللي كانت عندي، أو مثلاً أستوعب كيف إنها كانت تافهة وما تستاهل القلق اللي حطيته عليها. ولو مثلاً كنت ابغى اتأكد من مشاعري في يوم معين أو موقف معين، أقدر أرجع لكتابات هذاك اليوم.
- الكتابة – أظن أظن التعبير عندي مره أتحسن في الكتابة، لإني صرت أكتب بطريقة شفافة أكثر لنفسي وهذا الشيء صار يساعدني أكتب كلام وأشاركه حتى أون لاين وأعبر فيه بشكل واضح وشفاف أكثر. أحس إنه ساعد بس مو متأكد لأي درجة.
- تفاصيل – في أشياء وأحداث لها معنى في حياتنا. ممكن تصير وننسى شوية من تفاصيلها، حلو انه يكون عندنا آرشيف يذكرنا بهذي اللحظات.
- عوالم – لاحظت كيف دماغ البشر يغير الحقائق، مثلاً يوم معين نتذكر إنه صار بشكل معين لما أرجع له بعد سنة، ألاحظ إنه بخيالنا غيرنا شوية تفاصيل فيه! ممكن يكون تنقل بين عوالم موازية! 😁. سجلت حلقة عن العوالم الموازية.
أبغى أسوي زيك
لو ناوي تجرب تكتب يومياً وتوثق أيامك، بعطيك كم نصيحة من تجربتي ممكن تفيدك.
- أختار بين التوثيق الإلكتروني أو الورقي. عني أنا أخترت الالكتروني لانه أبغى أشيائي تكون محفوظة وأقدر أبحث فيها وأرجع لها بسهولة وأستفيد من مميزات التطبيقات الكثيرة. متأكد كمان الكتابة على الورق لها فوائدها الرهيبة.
- أختار التطبيق اللي يناسبك. ما في تطبيق واحد كويس، كل أحد يحتاج تطبيق مختلف يناسب احتياجاته أعرف أيش تبغى وابحث وجرب. مثلاً هل يهمك إنه التطبيق يذكرك كل يوم تكتب؟ هل يهمك إنه يكون موجود على الويب، أو تطبيق على جوالك؟
- أنوي إنه هذا شيء أنت حتلتزم فيه لفترة معينة وبعد هذي الفترة تقدر تقرر لو تبغى تكمله أو لا.
- أكتب لنفسك، لك أنت! لا تلمع الكلام وتثقله وأكتب الأشياء على حقيقتها.
- أكتب أحداث يومك حتى أبسطها، مين قابلت؟ ايش صار؟ ايش حسيت؟ ايش سويت؟ فين رحت؟ وكده ركز على التفاصيل اللي تهمك.
- خذ الموضوع ببساطة ولو يوم مرة ما لك نفس أكتب بس شيء بسيط، كلمة كلمتين تلخص اليوم. أنت بتكتب لنفسك في النهاية.
- لو عندك خوف إنه تكتب عشان خصوصيتك فأنا أفهم مره شعورك. بالذات لو في طفولتك كان عندك دفتر Dairy وكنت بتتجنن عشان تحميه 😂 “هيلو أخواتي”. أغلب تطبيقات الكتابة توفر خاصية خصوصية، بكلمة سر تقفل التطبيق. وكمان ممكن خيار تلغي المزامنة على الإنترنت. وصراحة أنا حالياً أكتب وفي بالي إنه لو بنسبة 1٪ أحد طاح على هذا الشيء فطز! لازم يكون عندك هذا الشيء وتستوعب إنه ما يفرق وأيش يعني. ولا تكتب أشياء خاصة مره لو أنت قلقان كثير.
تطبيقات ممتازة 👍🏼
التطبيقات اللي بقترحها هنا، هيا من بحث بسيط ليا واللي أعرفه، أبحث زيادة ودور أمكن تلاقي شيء يناسبك أكثر.
- Journey – تطبيقي المفضل ⭐️ واللي بستخدمه من أول يوم. يعجبني لإنه متخصص تحديداً في التدوين اليومي، فيه مميزات كثير تعجبني: يرسل لي تذكير يومي في الوقت اللي اختاره عشان أتذكر أكتب (ساعدني أرسخ العادة). أقدر أختار حالة مشاعري وقت الكتابة. يسجل العنوان والمدينة اللي كتبت فيها. يسجل طقس اليوم. ويوريك رسم بياني لمشاعرك في الفترة الأخيرة. فيه خاصية البحث والـ Tags. يدعم الكتابة من اليمين لليسار. وفيه أشياء أكثر بس هذي اللي تهمني فيه.
- Evernote – حكاني عنه عبدالرحمن العمران أول مره. البرنامج متخصص للملاحظات بس اللي فهمته عبدالرحمن يناسبه مره ويستخدمه بطريق كويسة لتدوين اليومي ويغطي كل إحتياجاته.
مبسوط بالتجربة ونتائجها عليا، وأتوقع حستمر على العادة، صارت راسخة فيني كشيء كل يوم أسويه. متحمس لو فضل اللي كتبته واستمريت، بعد سنين السنين حتكون كنز 💎 حقيقي ليا.
سجلت حلقة بودكاست عن الموضوع لو مهتم تسمعها: كتابة اليوميات – Journaling 📝
روابط ممكن تهمك
- بودكاست فنجان: الانعزال 365 يومًا مع 365 كتاب
- بلوق كتبها عبدالرحمن العمران: نظامي في ادارة الوقت ورفع الانتاجية
وانا بقرا موضوعك (( سنه من الكتابه اليوميه )) عطول جاء ببالي ((تصبيحه ))الكتابه الصباحيه حقت نوف حكيم ،مررا احس في تشابه كبير في الموضوعين انو نراقب افكارنا مشاعرنا ونكتبها ع ورق ، لاحظت انو في اشياء كثيره ابغى اسويها وبس بهرب منها ، من زمان كنت ملاحظتها بس هالمره فرقت معايه بشكل كبير وواضح ..الي ابغى اقوله انو ما تخيلت بيوم من الايام رح اسوي هالاهداف !! ماتوقعت انو حتجيني الرغبه وبرضو الانضباط ،قبل كنت احط اهداف وكل ما ابغى اسويها ما تزبط معايه ، مررا فرق وقد ايش صار سهل بالنسبه ليا بكثير عن السنه الي فاتت كيف اغير او اضيف عادات (( كأنو كنت دايم بمشي بنفس الطريق فلمى اخترت طريق ثاني تغيرت حياتي))احس كأني طلعت عن موضوعك شويه بس هذا الي جاء ببالي 😂
تحياتي لك ..
يا أخي أنا أحبك بشكل. كل شيء تكتبه يا محمد يستهويني ويعلمني.
أعتقد انا الوحيدة اللي قدر ما استهوتني فكرة كتابة المذكرات اليومية ما نفذتها، جزء كبير مني كان خايف من انو اكتب يوميات وتطلع تافهة بنظري وتوضح لي حقيقة حياتي اللي بحاول أغيرها بس تدوينتك كانت دفعة تشجعية ممتازة عشان انزل التطبيق وأبدا “على أمل اني استمر أقلها لين نوفمبر”.
شي آخر كنت بأخره أني أعلق على تدويناتك وبرضو ما بعرف ليه يمكن لأني دايماً كنت بقعد أفكر كتير في التعليق، المهم باختصار “اللي يطلع من القلب يوصل للقلب” وهذه حرفياً مدونتك بكبرها.
موفق دايماً يا رب.
هوا شيء من اثنين احس. يا حتكتبي وحتستوعبي انه في اشياء رهيبة ما بتنتبهي لها! او حتستوعبي انه حياتك مو ماشية زي ما تبغي، وحيصير دافع يخليك تسوي التغييرات اللي تبغيها.
في حالتي لما اكتب ما احكم على يومي، ولا اركز كثير او اطل له. اكتب وانساه، أياً كان كيف حياتي ماشية. لانه الهدف الكتابة. فما بيأثر على مشاعري.
حتى لو يومي كلب بكتب واقفل الموضوع. واحيانا يكون وسيلة فضفضة ممتازة بدون ما اقصد.
مرة شكراً أنك علقتي، وصلت للقلب 💜
أقدر التعليقات على البلوق جداً 🙏
الهمتني ابدء بهالتجربة … ما احس هالكلام طلع صدفة
وانا صغيره كنت اشوف كتابه اليوميات شي مره تافه وكنت اقول مستحيل اسويه وكمان عشان مسألة الخصوصية بس بدأت ب ٢٠١٩ واحس انه من احسن القرارت الي سويتها .
امس قررت اني ارجع للسنه الماضيه نفس هذه الايام واشوف وايش كتبت ومره وتفاجأت اني لقيت الاشياء والمشاعر قاعده تتكرر بعيدين افتكرت اني قد سمعت هذه السالفه بالبودكاست حقك رجعت اسمعه ثاني لما سمعت المره الاولى حسيت انه شي عادي وكذا بس دحين بعد جربته مره شي يفجر العقل واحس مره ودي اعرف ايش تفسيره
كنت احب التدوين وانا اول ثنوي 2010 واكتب يومي بالتفصيل وقتها ماكان عندي جوال فما عندي الا هالدفتر اللي اكتب فيه كل مشاعري ،الى ما اختي المتطفلة قرته بدون اذني وفشلتني قدام كل البيت ومن وقتها قطعت فكرة التدوين بس الان تحمست ارجع , انت شخص مُلهم و دايم اسمع البودكاست حقك 🤍
مره حبيت ، بجربها أكيد ، رغم أن أيامي شوي تشبه بعض بس ليش لأ!
في الحقيقة كتابة اليوميات ليست وليدة اللحظة أو أنها فنا إنشائيا معاصر.. الفرق بينها و بين الفضفضة على الورق أن اليوميات تحمل خلاصة نتاج اليوم تحمل آمالا و مشاعر أيضا ..
كنت قد واضبت على كتابة يومياتي منذ عام ١٩٩٤م وفي الحقيقة لم أكن أسرد بحرية كبيرة و آخذ بالاعتبار ماذا لو قرأ أحدهم ما كتبت ؟ !!
لذا
لجأت إلى أساليب التورية و المجاز
حتى خرجت بيوميات اشبه ما تكون بالخواطر .. اعرف تفاصيلها بيني و بين نفسي ولا يستشف من يقرأها شيئا من الأحداث
إنما يستخلص منها شعورا طبيعيا يطرق باب اي إنسان في هذه الحياة
كل الشكر أستاذي
كان عندي diary قبل اختراع تويتر . صراحة كانت للفضفضة فقط من الأمور اللي ضايقتني وأثرت علي نفسياً ، كنت اتعامل معاها كبديل عن البكاء ، وأحيانا كانت عوناً لي للبكاء بحيث اني في خلال اللحظات اللي اعبِّر عن غضبي او حزني تكون دموعي تتساقط !
الواقع اني بعد فترة في بعض الأوقات افتح المذكرة وأقرأ نفسي مابين السطور اللي سجلتها ، لكن كنت احياناً تجيني غصة و اتذكر بعض اشياء كنت اتمنى نسيانها ، شعرت انه في بعض السلبية في الموضوع عشان كذا في يوم من الأيام مزقت كل الأوراق اللي سطورها حزينة او سلبية المشاعر .
انا الآن املك diary قديمة ( هي نفسها ) لكن مكونة من عدة أوراق فقط تحتوي على ابيات شعر او ذكريات عادية ،
الحقيقة أوراق قليلة جداً ، واكتشفت ان ايام الفرح تتضاءل جداً أمام ايام العبوس .الحمدلله على كل حال .
الآن احاول ابني diary مختلفة عن السابقة يومياً في تويتر بمعطيات جديدة تحاول ان تكون بعيدة نوعاً ما عن الحزن ، ولا اخفيكم الأمر أنها تجنح كثيراً للخيال . ولا أعلم هل هذا شي صحي ام مرضي !!!!